عندما تصبح دعسة البنزين فتنة والجير مهدد للطهارة

ايها السادة الجهال اننا وفي هذه المرحلة المفصلية من مصير الامة العربية ليتهددنا خطر غاشم من حيث لا ندلي اي حذر ، لكن احمدوا الله الذي منّ علينا برجال اشداء على الكافرين رحماء على المؤمنين علماء حكماء قادرين على الوقوف في وجه دعسة البنزين (او البريك مش هالفرق) متى ما حاولت فض عذرية بناتنا المصونات ، وعلى كشف مخططات ناقل السرعات (ألجير) للعب بعقولهن ودس الافكار الضالة المضللة في عقولهن البريئة (نقطة وسطر جديد لانو انمغصت)

نحن الان في عام 2011 م والقرن ال21 الذي اتى بعد القرن ال20 الذي كان يسمى بقرن الثورات العلمية والتكنولوجيا والسرعة والعلم و… ، لكن مع اني متأكد من هذه الحقيقة ومتأكد من كوني لا ازال صغيرا على ان اخرف فاني خلال هذا الاسبوع تأكدت من التاريخ ما يزيد على ال10 مرات وتنقلت بين قنوات الاخبار لاول مرة في حياتي فقط لاعرف هل حصل خطأ في تجربة علمية معينة نقلتنا الى القرون الوسطى ام ان الخطأ ليس علمياً بل في عقول من يعتقد اننا لا زلنا نعيش ما قبل الالة البخارية والكهرباء ولذلك فان تنقل المراة -على البعير بطبيعة الحال- لوحدها يؤدي حتما الى هتك عرضها تبعا لان الصحراء واسعة والليل مظلم … -هذا طبعا اذا تماشينا مع العقلية التي لا زالت مقتنعة ان اثمن ما لدى المرأة هو ما بين ساقيها لا في رأسها-

ومع ذلك ، مع كل ذلك لا يزال هناك من يسأل “ما حكم قيادة المرأة للسيارة يا شيخنا اطال الله عمرك -ولحيتك – ” ولا زال هناك من يرى ان العلم هو لدى رجال طوال اللحى يقرأون في كتب كتبت قبل 1400 سنة ويخرجون علينا بفتاوى وقوانين مفصلة جاهزة يستطيعون من خلالها تجاوز جميع الاحكام المدنية والقوانين الانسانية التي ساوت بين الرجل والمرأة ويقولون “الارجح انها حرام درأ للشبهات ومنعاً للفتن” ، وانها ليست مفاجأة كبيرة عندما نعلم ان هؤلاء الشيوخ نفسهم صدرت عنهم “فتوى ارضاع الكبير” والذي تدارك صاحبها نفسه بعد ان قامت عليه اللحى ولم تقعد فقال ان الارضاع يكون عن طريق “الحلب” الثدي في اناء ومن ثم اعطائه للكبير ليشرب ، عملية الحلب هنا هي ليست لبقرة او نعجة بل لمرأة ، انسان بالغ عاقل راشد عامل في المجتمع ويعتبر مدى مشاركته في الحياة الاجتماعية والعملية مقياس لتقدم الامم “المتقدمة”

لا اريد التعليق كثيراً عن الموضوع نفسه لانه اشبع كلاماً ، لكن الا يجب ان ننتبه الى ان هكذا “الفتاوى” ما هي الا نداء لتفعيل عقولنا ولو قليلا ونرى بانه حان الوقت لفرد هذه السلطات ومعها رجالاتها -بغض النظر عن طول لحاهم او اثوابهم- على الطاولة ونسأل سؤالا “اضافيا هل الارض تدور ام انها ثابتة كما هي* منذ عصور مثل علمك ؟”

___________
* كان “الشيخ” ابن باز قد اصدر كتابا اسمه ‘الادلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الارض وامكان الصعود الى الكواكب’ ، وكما في العنوان فان الرجل “يثبت” ان الارض ثابتة لا تتحرك !

هذا المنشور نشر في رادار وكلماته الدلالية , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق