للمرة الثانية.. الثالثة؛ الالف… للحرية ندون

http://critiqic.files.wordpress.com/2012/12/561536_198743886917241_1777622838_n.jpg?w=604

انها المرة الثانية خلال عام واحد التي يخصص فيها يوم للتدوين عن المعتقلين-الاحرار- ، ليست المسألة اننا هواة تدوين ، او ان المجتمع الاردني تحول الى مجموعة كبيرة من الاشخاص يحملون اجهزة الكمبيوتر ويدونون عن كل ما يخطر ببالهم …

المسألة ببساطة يا سادة ان الاردنين شعب يتنفس الحرية وان احدهم يرفض ان يدرك تلك النقطة ويصر كل فترة على محاولة كسر تلك القاعدة الواضحة وضوح الشمس فيصير الى اعتقال مجموعة من الاحرار كلما اصبح هناك شعور بتصاعد نفس الحرية هذا في محاولة الى كسر ارادة الحرية .

تكمن احدى مشكلات النظام في الاردن كونه مصاب بهوس الامن ، مما يدفعه الى التركيز جدا على هذا الجانب بحيث تضعف قدرته على التفكير المنطقي والقدرة على تحليل الواقع بشكل واضح مما يؤدي الى التصرف بطريقة يصح القول عنها انها “عُصابية” بحيث يندفع الى تلبية هذا العصاب دون اي تفكير مسبق مما يعني اخطاء فادحة قاتلة .

هناك عدد غير معروف وغير ثابت من المعتقلين بسبب هبة تشرين ، فبعد ان قام النظام بالافراج عن المعتقلين السابقين الذين كنا قد دونّا عنهم مسبقا والذين يقارب عددهم العشرين الان النظام يعتقل ما يزيد على ال100 وهناك احصائيات تقول ان العدد يقترب من ال300 ، ان هذا الارتفاع في العدد ليس سببه كون هؤلاء هم مجموعة من المخربين المسيئين للشعب والوطن كما اظهر الاعلام الرسمي صورتهم ، المعتقلين همة مجموعة من الاشخاص تتراوح اسباب اعتقالهم من المشاركة في تظاهرات الى رفع لوحات على شعارات مثل “خبز حرية؛ عدالة؛ اجتماعية” البعض لم يعرف انهم معتقلين الا بسبب غيابهم لايام عن منازلهم وعملنا بمشاركتهم في الاحتجاجات .

ايهم سليم صديقي وزميلي الجامعي عضو تيار اليسار الاجتماعي لم يكن في يوم من الايام مخربا ، ولم اعرفه شخصا غبيا الى الدرجة التي تدفعه الى رفع شعارات مثل اسقاط النظام او ما غير ذلك من شعارات يمكن القول عنها انها تدفع تجاه “تقويض نظام الحكم” ، اما التهمة الثانية فكانت “التجمهر الغير مشروع” هذه التهمة التي ليس هناك اي حاجة الى محاولة نفيها لان صديقي قام بالتجمهر مثلي ومثل الاف من الشعب الاردني الحر وذلك حسب ما يضمنه لنا الدستور الاردني حيث لا يمكن هناك اي مكان لتقول ان هناك تجمهر غير مشروع ، ان هذه كما قال صديقي في رسالته حقا تهمة مضحكة !

ايهم يدرس الهندسة الميكانيكية وعلى وشك التخرج ، يتامل ان يصبح رجل ناجح ولم يذكر لي يوما ان حلم حياته ان يقوم ب”تقويض نظام الحكم” ، انه من المضحك جدا ان نقوم بالكتابة عن هكذا تهمة ، انا حقا لا استطيع ان اكتب او اتكلم عن الامر ، والمضحك اكثر من ذلك ان يشارك ايهم نفس التهمة طفل في الخامسة عشر من عمره ، تخيل ؟ ما هو هذا النظام الذي يقوم بتقويضة مدنيين عزل لا يملكون الا صوتهم ولوحات كرتونية ؟

انه حقا نظام مضحك واذا كان احد ما يقوم بتقويض هذا النظام فانه ليس الا النظام نفسه يقوض نفسه.

انني بصراحة اعترف بعجزي عن الاتيان بجديد او كتابة ما يعني خروجاً عن التدوينة السابقة ، الجديد الوحيد اني متأكد ان رفاقي وزملائي المعتقلين هم احرار عاجلا ام اجلا وان النظام عليه ان يأقلم نفسه مع هذا الشعب الذي لم يعد يقبل بالمقامرة بقوته ومن ثم السكوت تحت تهديد “الخبز او الامن” ، فالطائر ولو كان قفصه من ذهب وبحجم حديقة لقايض بهذا القفص عشاً هشاً من الاوراق الجافة ، والشعب الاردني اعظم من اي طائر ستقرأ عنه .

الحرية للمعتقلين ويعيش الشعب الاردني العظيم

_____

اقرأ رسالة المعتقلين ايهم سليم ومهدي السعافين : http://bit.ly/THLEi0

شاهد التدوينة السابقة : “عن المعتقلين الاحرار ادون

هذا المنشور نشر في رادار وكلماته الدلالية , , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق