عن استحقاق ايلول؛ ان تكون فلسطيني في الخارج

الان واستحقاق ايلول على الابواب ، وانا بكامل كرهي لسيادة الرئيس اجد شخصاً (او بالاحرى اشخاصاً) بدأوا بمنافسة المدعو ابو مازن في مسألة الكراهية .

ليست هناك مسألة شخصية بيني وبين احد ، لكن مغادرة حجرة العقلانية  والتوجه نحو المثالية المقيتة -هذا لا يعني ان ابو مازن ليس مثالي ابله هو الاخر- ومن ثم التعصب لهذه المثالية والبدء بتخوين الاخر ومن ثم بالمزايدة الغير واقعية ، هي مسألة تبعث على التقزز وبشدة.

قبل ايام في ردهة فندق البل فيو كنت اجلس مع ابو جورج ، فنان قادم من فلسطين ، سألته بشكل مباشر عن استحقاق ايلول ، اجاب مثل المغلوب على امره ان غالب المثقفين في الداخل مع التوجه للامم المتحدة ، قلت مثل المغلوب على امره لانه مثلي يعلم انه لا امل في الحصول على الموافقة وامريكا تتنطح بالفيتو .

هذا ابو جورج ومعارفه ممن عاشوا طوال حياتهم في فلسطين وعلى التراب -المش كامل- ويتجرعون كل يوم وكل ليلة مآسي الاحتلال وعن بار السلطة المشروب الذي يحبونه ايضا.

لكن مع ذلك انا احترم ابو جورج ، لماذا ؟ لانه واقعي يعلم ان فلسطين بكامل التراب ما هو الا شعار غير واقعي ، فالنكسة اثبتت ان شعارات مثله ومثل “جوع يا سمك” لا تأتي بنتيجة ، النتيجة الوحيدة هي الايمان بالواقع والعمل بما يترتب على ذلك .

اما من هم ضد ابو جورج فعلي ان احترم رأيهم بطبيعة الحال ، لكني لا استطيع ان امسك نفسي عن التقليل من احترام كل واحد منهم يتحدث من وراء كيبورده وعبر منبر الفيس بوك -واحيانا التويتر لكنها قليلة- ويبدأ بالتنظير وهو ينعم بالتراب بكامل الجواز “الغير وطني” ، اقصد فلسطينيو الخارج (وانا منهم بطبيعة الحال) ، انها حقاً مسألة مقززة ان يبدأ البعض بالتنظير وهو لا يعرف كيف يبدو الجندي الاسرائيلي وهو يبزق عليك -او يشتم امك لافرق- .

بطبيعة الحال ليس الامر عمومياً ، هناك اصوات منطقية وعقلانية ، لكن يفسد صفو نهاري المتفسلفون ممن يريد اخراج اليهود عن بكره ابيهم ولا يقبل بغير ذلك -هو حتى يريد افراغ ما كان يسمى الحي اليهودي في بعض المدن الفلسطينية ايضاً- ومن ثم يشتم كل من يطرح اي حل اخر !

المسألة يجب ان تترك لمن هم في فلسطين الحقيقة ، فلسطين التراب -بغض النظر عن مدى كماليته- فلسطين الهواء والزيتون والمخيمات ذات الاحوال المتردية ، اؤلئك هم ادرى بما يريدون ، وما هو ممكن فعلاً وما يجب عمله ، اما نحن من نتنعم يومياً بعملنا الحر وجواز سفرنا الحر والبيت والسيارة التي لا نغيرها الا عند مللنا ولا يفرض ذلك اي تفجير او قصف عشوائي او تفتيش … يجب علينا ان تمسك بحلم العودة وترك القرار لاصحابه الحقيقيين .

اخيرا اذا اردت التحدث بشكل شخصي فانا ايضاً لا ارى الذهاب الى الامم المتحدة ذو فائدة ، الشيء الوحيد المفيد ان اندرك نحن والاخر حقيقة الوضع الحقير الذي رمانا به الانجليز ، ومن ثم العمل للوصول الى الحل الافضل الذي لا يبدو انه من الممكن ان يكون بعيداً عن حال جنوب افريقيا  .

انا لست سلبياً ولا انهزامياً ولا حتى انبطاحياً لكن هذا هو الواقع ويجب علينا اعادة قراءته 100 مرة ، وما دون ذلك طز كبيرة

هذا المنشور نشر في حكي وكلماته الدلالية , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

1 Responses to عن استحقاق ايلول؛ ان تكون فلسطيني في الخارج

  1. التنبيهات: 7iber Dot Com » أصوات أردنية حرة: فساد، شرف، والدولة الفلسطينية

أضف تعليق